================================
تاريخ دمشق
يعود نشوء دمشق إلى تسعة آلاف سنة قبل الميلاد، وقد اختلفت الروايات التاريخية في تحديد معنى تسميتها، والأرجح إنها كلمة ذات أصول كلدانية قديمة تعني الأرض الزاهرة أو العامرة. هي واحة على أطراف البادية، اشتهرت بغوطتها المرويّة بمياه نهر بردى، واكتسبت أهميتها من موقعها الجغرافي على طريق القوافل التجارية.
<H3 align=center>التاريخ القديم و صدر الاسلام</H3>
كانت موطنا للأراميين في أواخر الألف الثاني قبل الميلاد، تعاقب على حكمها الأشوريون والكلدانيون والفرس، ثم جاء الغزو المقدوني ليشكل نقطة تحول كبير في تاريخ المنطقة عامة وتاريخها خاصة. وفد ارتبط تاريخ دمشق بالعالم اليوناني لفترة تقدر بحوالى عشرة قرون، عرفت المدينة خلالها ازدهار الحضارة الهلنستية، حيث تمازجت عناصر الثقافة اليونانية مع حضارة الشرق وثقافته. دخلت الجيوش العربية الإسلامية دمشق في القرن السابع، وتحولت المدينة في العصر الأموي من مركز ولاية إلى عاصمة امبراطورية تمتد إلى حدود الصين شرقا والى مياه الأطلسي غربا. ارتفعت قصور الخلفاء في العاصمة الأموية وامتدت فيها مساحة العمران، وكان من أهم مبانيها في ذاك العهد جامع بنى اميه الكبير الذي تم بناؤه في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك، وهو الصرح الذي يبقى واحدا من أجمل المباني العربية الإسلامية في العالم. على مثال المسجد النبوي الشريف في المدينة، يتألف الجامع الأموي من قاعة كبيرة للصلاة وصحن خارجي فسيح. وتتكون قاعة الصلاة الداخلية من ثلاثة أروقة متوازية تفصل بينها أقواس متناسقة مرفوعة على أعمدة أثرية من الرخام تعود إلى العصور التي سبقت العصر الأموي. ولهذا المسجد ثلاث مآذن تعود إلى ثلاث حقب مختلفة، الأولى تتوسط الجدار الشمالي وتعرف بمئذنة العروس، الثانية في الناحية الشرقية وتعرف بمئذنة عيسى، أما الثالثة فهي في الناحية الغربية وتعرف بمئذنة قايتباي، السلطان المملوكي.
<H3 align=center>القرون الوسطى</H3>
في النصف الثاني من القرن الثامن، اتخذ العباسيون من مدينة الكوفة في العراق عاصمة لهم، ودخلت جيوشهم دمشق لتقضي فيها على خصومهم من رجال بني أمية. يبدأ الفصل الثاني من الكتاب، وقد اختار له المؤلف عنوان "القرون السوداء: السلاجقة، الفاطميون، الصليبيون، المغول". في زمن تضعضع السلطة العباسية، ارتبطت دمشق بالدولة الطولونية قبل أن تخضع للخلافة الفاطمية، وقد تعرضت في تلك الحقبة لغزوات القرامطة الذين احتلوها مرات، مما أحدث فيها الكثير من الخراب والدمار، ففقدت الكثير من بريقها، وقلّ عدد سكانها، وانتشر فيها الفقر والعوز. بعد الفاطميين، بسط السلاجقة سلطتهم على دمشق التي حكمها بعض الأتابكة في شكل شبه مستقل. قاوم معين الدين أنر الفرنجة وصد الحصار الذي فرضته قواتهم في داريا، وجاء من بعده نور الدين محمود زنكي، فوحّد المشرق ومد نفوذه إلى مصر بفضل قائده أسد الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين الأيوبي. وبموت الخليفة الفاطمي العاضد سنة 1171، انتهى الحكم الفاطمي وغدت مصر والشام دولة واحدة، فاستعادت دمشق بريقها واحتلت مركز الصدارة في الميدان السياسي والعسكري في المشرق العربي. إلا أنها لم تنعم طويلا بهذا المجد المستعاد. فبعد وفاة صلاح الدين فيها عام 1193، تصدعت الدولة الأيوبية، وأصيبت دمشق بالبلاء العظيم قبل أن تسقط في أيدي المغول. أهم معالم تلك الفترة البيمارستان النوري، وهو اليوم متحف العلوم والطب العربي حيث تعرض أجمل نماذج الخطوط التي استعملت للمرة الأولى أثناء حكم نور الدين. نزور حمام نور الدين في البزورية، وهو أقدم حمامات دمشق، ولا يزال يعمل إلى اليوم. أيضا تبرز مدرسة نور الدين حيث يرقد الحاكم الكبير في تربته وسط صالة مربعة تقتصر زينتها على الآية القرآنية: "وَسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زُمرا حتى إذا جاءوها وفُتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلم عليكم طبتم فادخلوها خالدين" (الزمر 73). قلعة دمشق ذات الأبواب الأربعة، التي اتخذها الكثير من الحكام مسكنا لهم: نور الدين الزنكي وصلاح الدين الأيوبي والملك الظاهر بيبرس.
<H3 align=center>العصر المملوكي و العثماني</H3>
كانت ولاية دمشق من اكبر ولايات السلطنة المملوكية وأهمها حيث عُرفت باسم "نيابة الشام"، وقد امتدت حدودها إلى الفرات والرستن شرقا وشمالا، والى البحر المتوسط غربا، والى غزة والكرك جنوباً. في عهد السلطان الظاهر بيبرس والسلطان قلاوون، شهدت المدينة حركة عمرانية كبيرة، وشيِّد فيها عدد كبير من المساجد والمد ارس. وقد انتهت تلك الحقبة مع دخول قوات تيمورلنك وما حملته من دمار. إلا أن هذه الكارثة لم تمنع دمشق من النهوض من كبوتها في أقل من ربع قرن، فعادت حركة العمران إليها وازدهر فيها النشاط الصناعي من جديد، في زمن احتدم الصراع بين الفئات المتصارعة حول الحكم في العهد المملوكي الأخير.
إثر الهزيمة التي مني بها المماليك في معركة مرج دابق عام 1516، تحولت سوريا إلى جزء من أمبراطورية العثمانيين الشاسعة وغدت "ضاحية" من أكبر ضواحيها وأهمها. أولى الحكّام العثمانيون دمشق أهمية كبرى، فقد حافظت المدينة على مركزها التجاري في الشرق، كما أنها كانت محطة تتوقف فيها قوافل الألوف من الحجّاج الذين كانوا ينطلقون منها إلى الديار المقدّسة. وقد حرص الولاة على ضمان الأمن في المدينة، وشيّدوا فيها صروحا جديدة، كما أنهم اهتموا بترميم الجوامع والحمّامات والأسواق القديمة. من أشهر المعالم التي تعود إلى تلك الحقبة التاريخية الطويلة، التكيه والجامع اللذان يحملان اسم السلطان سليم الأول، والتكية المعروفة بالسينمائيه، وهي من تصميم المعمارى سنان الذي ارتبط اسمه بتشييد أروع صروح اسطنبول. وينتهي العهد الحضاري العثماني مع تعاظم "أهوال التغريب". تتراجع دمشق وتفقد ريادتها، فيما تزدهر حلب التي تستقطب السفراء الغربيين لتغدو المدينة الثالثة في الامبراطورية العثمانية بعد اسطنبول والقاهرة. وقد شهدت حركة البناء في المدينة آخر تجلياتها الشرقية في القرن الثامن عشر عبر ما يُعرف بالبيوت الدمشقية، وأشهرها بيت خالد العظم ، و بيت احمد السباعى ، و بيت النابلسى ، وبيت القوتلى ، وبيت دحدح، وبيت المعلم. وقد سحرت هذه البيوت الراقية الرحالة الذين تدفّقوا على المشرق، ومنهم الأسباني باديا الذي زار شبّهها بالقصور. كتاب جيرار دوجرج الفخم رحلة في عوالم دمشق عبر العصور تزينها مجموعة كبيرة من مئتي وثمانين صورة التقط المؤلف بعدسته القسم الأكبر منها. يصوغ الكاتب بحثه العلمي بلغة أدبية جميلة، مستشهدا بكبار المؤرخين العرب ومشاهير الرحالة الغربيين الذين زاروا المدينة قبله ووقعوا مثله في هيامها. كتابه قصيدة حب في دمشق، الواحة التي وصفها المستشرق الفرنسي بيار لوتى بـ"لؤلؤة الشرق وملكته"، والجنة التي نعتها نزار قبانى بـ"شامة الدنيا ووردتها".
تضم دمشق العديد من الأحياء. أهم احياء دمشق هي: دمشق القديمة و تضم العديد من الأحياء القديمة التي تتموضع داخل اسوار المدينة القديمة. ومن أحياء دمشق الأخرى: الميدان، الشاغور، الصالحية، الجسر الأبيض، المزرعة،المهاجرين، المالكى، ركن الدين ، والمزة.
إثر الهزيمة التي مني بها المماليك في معركة مرج دابق عام 1516، تحولت سوريا إلى جزء من أمبراطورية العثمانيين الشاسعة وغدت "ضاحية" من أكبر ضواحيها وأهمها. أولى الحكّام العثمانيون دمشق أهمية كبرى، فقد حافظت المدينة على مركزها التجاري في الشرق، كما أنها كانت محطة تتوقف فيها قوافل الألوف من الحجّاج الذين كانوا ينطلقون منها إلى الديار المقدّسة. وقد حرص الولاة على ضمان الأمن في المدينة، وشيّدوا فيها صروحا جديدة، كما أنهم اهتموا بترميم الجوامع والحمّامات والأسواق القديمة. من أشهر المعالم التي تعود إلى تلك الحقبة التاريخية الطويلة، التكيه والجامع اللذان يحملان اسم السلطان سليم الأول، والتكية المعروفة بالسينمائيه، وهي من تصميم المعمارى سنان الذي ارتبط اسمه بتشييد أروع صروح اسطنبول. وينتهي العهد الحضاري العثماني مع تعاظم "أهوال التغريب". تتراجع دمشق وتفقد ريادتها، فيما تزدهر حلب التي تستقطب السفراء الغربيين لتغدو المدينة الثالثة في الامبراطورية العثمانية بعد اسطنبول والقاهرة. وقد شهدت حركة البناء في المدينة آخر تجلياتها الشرقية في القرن الثامن عشر عبر ما يُعرف بالبيوت الدمشقية، وأشهرها بيت خالد العظم ، و بيت احمد السباعى ، و بيت النابلسى ، وبيت القوتلى ، وبيت دحدح، وبيت المعلم. وقد سحرت هذه البيوت الراقية الرحالة الذين تدفّقوا على المشرق، ومنهم الأسباني باديا الذي زار شبّهها بالقصور. كتاب جيرار دوجرج الفخم رحلة في عوالم دمشق عبر العصور تزينها مجموعة كبيرة من مئتي وثمانين صورة التقط المؤلف بعدسته القسم الأكبر منها. يصوغ الكاتب بحثه العلمي بلغة أدبية جميلة، مستشهدا بكبار المؤرخين العرب ومشاهير الرحالة الغربيين الذين زاروا المدينة قبله ووقعوا مثله في هيامها. كتابه قصيدة حب في دمشق، الواحة التي وصفها المستشرق الفرنسي بيار لوتى بـ"لؤلؤة الشرق وملكته"، والجنة التي نعتها نزار قبانى بـ"شامة الدنيا ووردتها".
تضم دمشق العديد من الأحياء. أهم احياء دمشق هي: دمشق القديمة و تضم العديد من الأحياء القديمة التي تتموضع داخل اسوار المدينة القديمة. ومن أحياء دمشق الأخرى: الميدان، الشاغور، الصالحية، الجسر الأبيض، المزرعة،المهاجرين، المالكى، ركن الدين ، والمزة.
واليكم بعض الصور التى تدل على جمال دمشق |