القلوب والتوبه فى رمضان
يظن
البعض أن المعاصي الظاهرة بمختلف أنواعها وأشكالها والتي تعاني منها
مجتمعاتنا اليوم بشكل كبير هي السبب الرئيسي فيما نعانيه من مشاكل اجتماعية
واقتصادية وسياسية ....
إلا ان أمراً مهماً قد يغيب عن
البال وهو أن المعاصي والآثام نوعان ظاهر وباطن .... وقد يعتني الكثيرون
بعلاج ظاهر الإثم وهذا أمر مطلوب ومهم لكنهم يغفلون عن علاج باطنه علماً أن
الله تعالى أوصانا بعلاج الاثنين معاً فلا الظاهر يغني عن الباطن ولا
الباطن يغني عن الظاهر
يقول
جل وعلا: {وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ
يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ
}الأنعام120
فعلاج
أمراض القلب من عجب ورياء وحسد وكبر أمر يغفل عنه الكثيرون وهو السبب
الأساسي في أن يجد العبد نفسه بعيداً عن الله تعالى رغم تأديته للعبادات
والفرائض كلها .....
فمن صلى لله تعالى صلاة وفي نفسه رغبة عارمة في أن يراه الناس وهو يصلي ويركع ويسجد عليه ان يراجع قلبه ويعمل على إصلاحه من الرياء
وقس على ذلك .....
وليس ثمة موسم أجمل من رمضان لنصلح فيه قلوبنا من كل أمراضها ..... فقلب سليم من الأوبئة والأمراض يتجلى عليه رب العزة جل وعلا بإذن الله .....
قلب يحترم الناس كما يحترم نفسه ولا يعتقد بان الحق يقف عنده فقط
قلب يتواضع عن يقين لا عن تكلف لأنه فقه هويته كعبد لله تعالى لايملك من نفسه موتاً ولا حياة ولا نشورا
قلب يخلص العمل لله تعالى وحده ولايشرك أحداً من المخلوقات هذا العمل
قلب يستوي عنده المدح والذم فلا ينتظر مدحاً ولا يثنيه عن المتابعة ذم
قلب يشكر الله تعالى على نعمه ولا يتمنى زوالها عن غيره من الناس
قلب لم يلبس غيرته على دين الله بالغيرة على كبريائه
هذا القلب لعل الله تعالى في رمضان يتجلى عليه ..... فلنسارع لإصلاح قلوبنا قبل رمضان ..... ولنتذكر أن صلاح أمورنا لن يكون إلا بإصلاح قلوبنا أولاً ......... على ان صلاح القلوب دون عمل حركي لا معنى له ولا دور .... ولم تغن النية وحدها يوماً عن العمل ......
هذا الأمر ليس بالسهل ..... لكن الاعتراف بالمشكلة أولى مراتب التغيير ..... فلنسع إلى تغيير انفسنا في رمضان كخطوة أولى نحو التغيير المستمر بإذن الله بعده ....
والله تعالى كفل للساعي لمرضاته بالمعونة
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69
دعاء
اَللّهُمَّ اجْعَلْ صِيامي فيهِ صِيامَ الصّائِمينَ وَ قِيامي فيِهِ قِيامَ القائِمينَ ،
وَ نَبِّهْني فيهِ عَن نَوْمَةِالغافِلينَ ، وَهَبْ لي جُرمي فيهِ يا اِلهَ العالمينَ ،
وَاعْفُ عَنّي يا عافِياًعَنِ المُجرِمينَ . اللهم
امين...امين ..امين