مدينة
ليست ككل المدن , في الصباح الباكر إن كنت تسير باتجاه الشمس ستلتقي
بالجودي ,الجبل الشامخ,وستلتقي بنهر دجلة أو النمر كما يسميه الفرنسيون,وان
كنت تتجه غربا فمشوارك طويل إلى البحر لذا استرح قليلا عند أشجار الزيتون
العفرينية , وان أردت أن تتجه شمالا فقف مكانك لأنك ستحتاج إلى الفيزا
لتدخل تركيا ,ولا تنظر كثيرا إلى تاريخ الأحجار التي بنى بها الفرنسيون
ثكنتهم العسكرية في ديريك لأنك ستصاب بالعمى.
تقع ديريك في أقصى الشمال الشرقي من سوريا,في المثلث الحدودي السوري-العراقي-التركي,
ألحقت
ديريك بسوريا في العام (1928) بموجب اتفاق لتخطيط الحدود بين سوريا و
تركيا بحضور ممثل فرنسا التي كانت آنذاك تحتل سوريا,حيث كانت قبل هذا
التاريخ قرية تابعة لإمارة بوتان ,أصبحت بلدية بموجب المرسوم
(1414بتاريخ18\7\1933) ثم أصبحت في العام(1936) قائمقامية الدجلة ثم مركزا
لمنطقة ديريك,حدودها الإدارية تمتد من عين ديوار إلى جل أغا(الجوادية)
والتي تضم (عين ديوار,الزهيرية , كركى لكى(معبدة),رميلان,خانا سرى(خان
الجبل),تل كوجر(اليعربية),جل أغا(الجوادية)) وتتبع محافظة الحسكة,
واسم
ديريك مشتق من(دير)أي مكان العبادة و(يك) أي وحيد نسبة إلى الدير المتواجد
فيه والذي يرجع البعض تاريخ هذا الدير إلى (1600سنة),أو ديريك مشتق من
(دي)و(ريك) أي ذي الطريقين حيث كانت ترتبط مع محيطها بطريقين,وتعرف أيضا
ب(ديركا حمكو),وعربت إلى المالكية بموجب المرسوم(346بتاريخ 24\3\1957) نسبة
إلى الضابط السوري الشهيدعدنان المالكي,
تبلغ مساحة ديريك (878هكتار) ,ويبلغ عدد سكان المدينة حوالي (75) ألف نسمة ويبلغ عدد سكانها كمنطقة حوالي (250) ألف نسمة,
تعتبر
الزراعة مصدر الرزق الرئيسي لسكان المنطقة حيث يعتبر القمح والقطن أهم هذه
الزراعات والتي تصدّر إلى المدن الكبرى مثل حلب للاستفادة منها في
الصناعة,والمنطقة تفتقر إلى المعامل والاستثمارات مع أنها تملك معظم المواد
الأولية اللازمة للصناعات الغذائية وصناعات الغزل والنسيج ,وفيها حقول
النفط(رميلان,كراتشوك) والغاز(في السويدية) ومخزون كبير من المياه السطحية
والجوفية.
من أماكن التنزه والاصطياف :سويديك,جم شرف,الزهيرية,وانك
,وعين ديوار المطلة على نهر دجلة والتي تملك طبيعة رائعة يأمّ إليها الآلاف
من الزوار للتنزه و الأصطياف و رؤية الجسر الروماني (Pira Bafit) الذي
يعود تاريخه الى العهد السلجوقي