الخوف من الفشل ينتج الخلاف قبل الزواج أحياناً ... فابدأو التحضير بشكل ملائم
ينتاب الخطيبان المقدمان على الزواج، الخوف من الفشل وعدم التكيّف، فتتقلّب العواطف بين التوتر والارتياح والشك في صوابية اختيار الشريك أو قرار الزواج، فيتولّد الإحباط والرغبة في التراجع، فكم من علاقة انتهت بالفشل قبل الزواج والسبب خطأ صغير. يلعب المحيطون دورًا معزّزًا لهذه التقلبات خصوصاً أن العازبين لا يتردّدون في نصح الخطيبَين، مزحًا، بأنّ الوقت لم يفت بعد للعدول عن قرار الزواج، ويستفيض المتزوّجون بالكلام عن خبراتهم السيئة، مما يضاعف من توتر الخطيبَين اللذين يعانيان أساسًا تغيّرات نفسية طبيعية في هذه المرحلة نتيجة الضغوط الناجمة عن التحضير لحفل الزفاف.
أسباب الخلافات تفصيلاً:
ـ الانتقال إلى حياة جديدة مختلفة من حيث أسلوب العيش والتفاعل اليوميّ مع آخر تمّ اختياره دون غيره ليكون صمّام الأمان والمسكن النفسيي وشريك العمر ، فضلاً عن أن الارتباط يحتاج إلى الكثير من التنازلات والتضحيات والصبر والعمل الدؤوب لإدراك سيكولوجيّة الآخر في الشراكة الزوجيّة.
ـ القلق والتوتر المصاحبان لهذه المرحلة، ليس بسبب الاستعدادات الجمة والسباق مع الزمن، بل لأن حفل الزفاف يشكل، بالنسبة الى العروس، حلمًا عملت على بلورة تفاصيله منذ زمن، لذلك تزداد توترًا بسبب حرصها الشديد على عدم إغفال أدقّ التفاصيل لتكون هذه الليلة أسطوريّة تحتفظ بها في ذاكرتها العمر كلّه. كذلك الأمر بالنسبة للعريس مع اختلاف أساسيّ يكمن في التوتّر الناجم أيضًا عن المتطلّبات الماديّة بالرغم من استعداداته لهذه الليلة إذ يفاجأ بمصاريف إضافيّة غير متوقعة.
ـ إعتبار الخطيبَين أن هذه المرحلة ليست تحضيرية لليلة الزفاف، بل للمستقبل بكلّ ما فيه من تطلّعات وأحلام وتغيّرات ومسؤوليات.
ـ تدخّل الأهل والأصدقاء بأدق التفاصيل المتعلّقة بحفل الزفاف ومحاولتهم فرض آرائهم، أو فرض الأهل على الخطيبَين التقيّد ببعض التقاليد الموروثة التي قد لا تناسبهما، ممّا يزيد من توتّر الخطيبَين ويخلق نزاعًا بينهما بسبب تناقض هذه الآراء الصادرة عن بيئتين مختلفتين.
ـ إقتصار لقاءات الخطيبَين على مناقشة تفاصيل التحضير لليلة الزفاف وافتقادهما إلى بعض الرومانسية والعاطفة ، فيصبح كلّ منهما شديد الحساسية إزاء النبرة والرأي والنظرة .
نصائح للعريسَين
ـ مباشرة التحضيرات قبل أشهر من موعد الزفاف والتفاهم التامّ على أدقّ التفاصيل لتفادي الضغوط والمشاجرات.
ـ الأخذ بالاعتبار الإمكانيّات الماديّة وعدم السماح للمظاهر والشكليّات بالتحكّم بالمناسبة لئلاّ يلج العروسان حياتهما الجديدة مثقلَين بالديون التي من شأنها أن تفسح في المجال أمام الخلافات.
ـ عدم السماح للأهل والأصدقاء التدخل في التفاصيل المعتبرة شأنًا خاصاً لأنها تجسّد، في الواقع، حلم كلّ من الخطيبَين وذلك بكلّ احترام ودبلوماسيّة.
ـ عدم الأخذ بالنصائح المقدمة من الأهل والأصدقاء لأنها نابعة من أذواقهم الشخصيّة التي قد لا تناسب أذواق العروسين.
ـ محاولة تصريف شحنات التوتّر قبل لقائهما واعتبار هذه المرحلة التحضيريّة، بكلّ ما فيها من تعب ومجهود، تمهيدًا الى الوصول إلى لحظة أسطوريّة يلتقيان فيها لينطلقا معًا إلى حياة مشتركة يرويها حبّهما.
ـ عدم إغفال حقيقة أن كلّ طرف منهما قد خبر الآخر وعرفه وقرّر الارتباط به عن حبّ وقناعة، وذلك للتقليل من القلق والخوف من الفشل أو من عدم صوابيّة القرار، كما سبق ذكره.
ـ إعتماد مبدأ تشجيع الذات وتطمين النفس بأنّ الحفل سيكون رائعًا وبأنّ كلّ شيء سيكون على أفضل حال.
ـ التخفيف من السهر في هذه المرحلة والنوم باكرًا بعد أخذ حمّام دافئ.
نصائح للأهل
ـ دعم العروسَين معنوياً ونفسياً وتقديم المساعدة إذا طُلبت.
ـ الاقتناع بأنه من غير المجدي أو المنطقيّ إعادة إحياء زواجهم بحلّة جديدة وتفادي أخطائهم الماضية من خلال فرض آرائهم ونصائحهم على أولادهم ، بل احترام خصوصيّة العلاقة بين العريسَين وأحلامهما ورغباتهما.
ـ المبادرة إلى حلّ الخلافات بين العروسَين بموضوعيّة بعيدًا عن الإسقاطات الشخصيّة.
ـ تأمين الجوّ الهادئ في المنزل والتقليل من طرح الأسئلة حول تفاصيل الاحتفال والتكاليف.